لغات الحب الخمس … وقفات مع لغات الحب الخمس
أشار الكاتب جاري تشابمان إلى لغات الحب بأنها خمس لغات..
وحاولت وضع تلك اللغات في صورة فنية من بعض الكلمات والأبيات:
اللغــــات فــــي الحب خمس.. وقــــــت بالتركـيـز وهمــــــــــس
الهدايا بالورود.. والعطايا لو تجود.. لو بمعنى أو بحس
التعامل باهتمام.. خدمة أو تخفيف آلام.. راح تشيل من راسي أمس
والثناء تشجيع جميل.. واحترام ملهوش مثيل.. بين قمر والثاني شمس
والتقرب والوصــــــــــال.. والتـــودد ليـــــــــــــل نهــــــــــار.. إن بيـني وبينــــه لـمـس
الوقفة الأولى:
لغة الوقت في العلاقة.
اللغات في الحب خمس: وقت بالتركيز وهمس
من الأشياء التي تدل على الحب والارتباط والارتياح وتوثيق العلاقات بين الأفراد، أن نبذل المزيد من الأوقات الممتعة الصافية مع بعضنا البعض، ولا يقصد بالوقت مجرد الوقت، بل الوقت بالتركيز والحضور والتفاعل والتعاطف والتواجد، فيشعر أحد الأطراف في العلاقة بوجود الطرف الآخر بدنيا وعقلياً وروحياً ونفسيا، بحيث تتحق العلاقة الصحية من خلال الاستماع الفعال، والتجاوب المثمر، وتبادل أطراف الحديث، والإحساس بما وراء الكلمات، والتنفيس عن ما بداخل الفرد من مخاوف ومقلقات.
إنه الوقت الخالي من الشواغل والمشوشات، فلا انشغال بهاتف نقال، أو ببرنامج براق، أو بأفكار داخلية، أو بحضور جسدي فاتر مع انشغال الروح والعقل والقلب بآلام الماضي أو قلق المستقبل أو تحديات الحاضر.
إنه الوقت الذي يتفاعل فيه أطراف العلاقة إيجابياً بالمشاركة في الاهتمامات الداخلية والخارجية، حيث يظهر الحب والإيثار والمشاركة والمرح والدعابة، فنستمع إلى الكلمات الإيجابية، والهمسات الصحية.
الوقفة الثانية:
تبادل الهدايا الرمزية والمعنوية
الهدايا بالورود.. والعطايا لو تجود.. لو بمعنى أو بحس
تكمن قيم الهدايا في عدة أمور منها: مناسبتها (الشيء المناسب للشخص المناسب)، وطريقة تقديمها، ووقت تقديمها، ولا يشترط ثمنها سواء كان غالياً أو رخيصاً في غالب الأحيان. فالهدايا نوع من التقدير والتقرب والوصوال والتودد كل على حسب قدرته واستطاعته، فهناك بعض الهدايا الرمزية والبسيطة والتي تعبر عن تفكيري في هذا الإنسان وانشغالي به وحرصي على التقرب والتودد إليه. وقد تكون هذه الهدايا حسية أو معنوية؛ فقد تكون كلمات تقدير في رسالة، أو تقديم الورود والكروت وما إلى ذلك من أنواع الهدايا المختلفة.
فالحرص على تبادل الهدايا كنوع من الكرم والجود والتعبير عن الحب والمودة أمر ملموس يلحظه معظمنا، وكم من قلوب أسرت بسبب كرم الآخرين في الأخلاق والإنفاق والكرم والجود وتبادل الهدايا، ويجدر الإشارة إلى أن أقرب الناس وأحق الناس بهذه الأخلاق الطيبة والكريمة هم الأهل من الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والأخوة والأرحام والجيران والأصدقاء وغيرهم.
وقد لخص النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: “تهادوا تحابوا”.
الوقفة الثالثة:
المساعدة والخدمات
التعامل باهتمام.. خدمة أو تخفيف آلام.. راح تشيل من راسي أمس
الخدمات البسيطة والمساعدات -ولو قليلة- تعبر عن الحب والود والرغبة في الدعم والمساعدة قدر الاستطاعة، كما ترسل رسائل لها معاني إيجابية عديدة. وكما يقال بالعامية: “القفة أم ودنين، بيشلوها اثنين”، فالمشاركة في الأعباء والمساعدة والدعم ولو في أبسط الأشياء وبأبسط الصور لها مدلولات المحبة و المودة والتقدير والاحترام.
إن مساعدة ودعم الطرف الآخر في العلاقة يرسل رسائل السلام النفسي، والدعم الاجتماعي، والمودة القلبية، والأخلاق الراقية، كما يخفف من الآلام بالمشاركة والمواجدة، ويساعد على نسيان آلام الماضي وقلق المستقبل، ويرسخ التعاون والمشاركة الحالية في الحاضر بأن هناك من يشعر بي ويدعمني ويشاركني وأشعر بتواجده معي.
ويمكن تلخيص ذلك في هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: لما سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها: ما كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في أهله؟ فقالت: كان يكون في مهنة أهله – تعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
الوقفة الرابعة:
الثناء والتقدير والتشجيع
والثناء تشجيع جميل.. واحترام ملهوش مثيل.. بين قمر والثاني شمس
للكلمات أثر فعال على نفس الفرد، فالكلمات الإيجابية تريح النفس وتسعد القلب، وتشجع الفرد لعمل أقصى ما في وسعه. ومما يميز الإنسان قدرته على استخدام الكلمات والألفاظ للتواصل والحوار، فيستخدم كلمات الشكر والعرفان لأصحاب الفضل، والتقدير للتعبير عن الإعجاب والحب، وكلمات التشجيع لتحريك الدوافع والمحركات لاستمثار القدرات والإمكانات والمواهب.
كما تستخدم الكلمات المناسبة للشخص المناسب وفي الوقت المناسب بالشكل المناسب للتعبير عن الحب والود والنصيحة والدعم وكثير من الأمور الإنسانية، مثل المشاركة في اتخاذ القرارات ومشاركة الآراء السديدة والنصائح المفيدة. فهذه الكلمات الطيبة تؤدي إلى الاحترام المتبادل، والتقدير بين طرفي العلاقة وكأن أحدهما قمر يضيء بالليل والآخر شمس تضيء بالنهار بكمل أحدهما الآخر.
ويلخص ذلك قول الله تعالى: “وقولوا للناس حسنا”، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت”.
الوقفة الخامسة:
الاتصال البدني والتلامس
والتقرب والوصــال.. والتـــودد ليــــل نهار.. إن بيني وبينــه لـمـس
من المعلوم أنه يوجد فروق فردية بين الأفراد، فمنهم السمعي و البصري و الحسي؛ مع وجود صفة غالبة على الصفات الأخرى، فمنهم من يهتم بالكلمات وتؤثر فيه، ومنهم من يهتم بالمشاهدات والصور، ومنهم من تؤثر فيه اللمسات والكلمات الحانية الرقيقة والصوت الرخيم. والاتصال والملامسة البدنية تعبر عن القبول والتقبل والحب والود، فعندما يقبل الأب والأم الأبناء ويأخذانهم في أحضانهما وكنفهما يؤثر على ذلك نفسية الأبناء إيجاباً بوجود الحب والاحتواء والدفء والحنان، كذلك الحال بين الزوجين ليشعرا بالقرب النفسي والروحي والبدني.
وقد نلاحظ بعض الأبناء وهم يحبون الجلوس بجانبنا والالتصاق بنا ومسك أيدينا ووضعها على خدهم، فهم يحتاجون إلى التلامس والتواجد والقرب، ولعل الاتصال البدني بمسك اليد وتشبيك الأصابع والأحضان في كثير من الأوقات لها أهمية بالغة للزوجين والأبناء.